كلّ شعارات الليبرالية والديمقراطيّة المزعومة ثبت فشلها عمليا   وثبت أنّ القائمين عليها كانوا يخدروننا بها فحسب!
وهذا شيء طبيعيّ: فإذا كانت الشيوعيّة أفيون الشعوب التي تحلم رغيف الخبز ويسيل لعابها لفكرة اقتسام الثروة، فقد كان لزاما أن يوجد الغرب أفيونا أقوى لمنافسة ذلك الأفيون، عن طريق إيهام الناس بامتلاك حرّيّتهم المطلقة في فعل ما يشاءون واختيار من يريدون!
إنّ من عجائبِ الدهر، أن تنصّب (أمريكا) من نفسِها راعيةً لحقوقِ الإنسانِ والحقِّ والعدلِ والفضيلة، على الرغمِ من أنّها قامت أساسًا على أشلاءِ الهنودِ الحمر، وعلى أكتافِ المستعبدين من الزنوج!!
وكفاهم فخرا بالإبادات الجماعيّة التي ارتكبوها ضد اليابانيين والكوريين والفيتناميين   والآن جاءوا ليذيقونا كئوس إنسانيتهم وديمقراطيتهم في أفغانستان والعراق!!
ولكن ماذا نقول؟!!
إنّهم يعملون بمبدأ "تحرّوا الكذب وردّدوه، حتّى يصدّقه الناس"!!   وهم خير من يفهم المبدأ الإعلاميّ القائل بأنّ "ما تكرّر تقرّر"
إنّ الحضارة الأمريكيّة أكبر كذبةٍ إعلاميّةٍ في التاريخ، وفيما يلي بيان ذلك:
-    تدّعي (الولايات المتّحدة) أنّها دولةٌ علمانيّة، يستمدّ سكاّنها حقوقهم من المواطنةِ وليس من الدينِ والجنس   طبعا صارت هذه الأكاذيب مفضوحة   فبخلافِ الظلمِ الذي يعانيه الزنوج إلى الآن، رأينا الاضطهاد الذي يواجه المسلمين هناك منذ حادثِ برجي مركزِ التجارةِ العالميّ   إنّ الأمريكيّين شعبٌ دينيّ متعصّب، رغم أنّه لا يلتزم من هذا الدينِ سوى بعدائه للدياناتِ الأخرى!!!   ورغم أنّ الإعلام والفكر الأمريكيّ ينشر الإلحاد في العالمِ كلّه، إلا إنّ المؤسّساتِ المسيحيّة الأمريكيّة تتمتّع بقّوةٍ هائلة، ولها مدارسها وجامعاتها وصحفها وإذاعاتها وقنواتها التلفزيونيّة، وجزءٌ لا يستهان به من تمويلِها تمنحه لها الحكومة من أموالِ دافعي الضرائب!!!!   ولا تنس أبدًا أنّ (بوش) أعلن على العالمِ كلّه أنّه سيبدأ حربا صليبيّة جديدةً إثرِ حادثِ برجي مركزِ التجارةِ العالميّ   ولا يخدعنّك اعتذاره بأنّها زلّة لسان، إلا إذا نظرت إلى أنّ الزلّة هي التصريح قبل الأوانِ بالنيّة الباطنةِ والخطّةِ المبيّتةِ والحقدِ الكامن، ممّا قد يفسد الخططّ ويعيق المؤامرات[1]!!   وها هو ذا قد احتلّ أفغانستان والعراق في حربه الصليبيّة المقدّسة   والبقيّة تترى
((كلام مشابه يمكن أن نقوله عن فرنسا، الدولة العلمانية التي تريد منع المسلمات من تغطية شعورهنّ!!!!))
-   تقوم الرأسماليّة على حرّيّةِ رأسِ المال   واضحٌ أيضا أنّها أكذوبةٌ كبرى، فنحن نرى كيف يجمّدون أرصدة كلِّ من يخالفهم أو يعاديهم، دون أيّ سندٍ قانونيٍّ أو شرعيّ!
-   الأمريكان أساتذة حرّيّةِ التعبيرِ والإباحيّةِ والفوضى، يلقّنوننا الآن درسا في كيفيّةِ السيطرةِ على شبكاتِهم الإعلاميّةِ الهائلة، فكلّ ما يقلق ساستهم يمنعون نشره تحتّ أيّةِ ذرائع، كما منعوا إذاعة أحاديثِ (أسامة بنِ لادن)، وكما منعوا عرض صورِ الأسرى الأمريكيّين والجرحى العراقيّين التي أذاعها التلفزيون العراقيّ   هذه هي الحرّيّة الإعلاميّةً التي يتشدّقون بها!!   إنّهم لا يعارضون لو كانت هذه الحرّيّة إباحيّةً أو سبّا للأديانِ وتسفيها للمعتقدات، ويتّهموننا بالتخلّف لأنّنا لا نباريهم في ذلك، ولكنّهم يقفون للحرّيّةِ بالمرصادِ عندما تضرّ مصالح حفنةٍ من أباطرتِهم!!
وآخر تجليات حرّيّتهم، اعتقال المفكّر "نعوم تشومسكي" بحجّة أنّ " نعوم تشومسكي، مسؤول عن الخطاب التحريضي، واللغة العدائية، التي تتبناها الجماعات اليمينية المتطرفة، التي قـامت بأعمال عنف وإرهاب متعددة ضد أجهزة الحكومة الاتحادية، ومؤسسات المجتمع المدني   وثبت للجهات الرسمية، أن اللغة التي يتبناها تشومسكي، والآراء التي يروج لها   معادية للديمقراطية، ومسئولة عن ظهور أشخاص متطرفين، مثل (تيموثي ماكفي)، الذي فجّر مبنى الحكومة الاتحادية لولاية أوكلاهوما، بسيارة مفخخة، أدت إلى مقتل 160 موظفاً حكوميا"!!
-   منذ الحربِ العالميّةِ الأولى و(أمريكا) تعلن حقّ كلِّ شعبٍ في تقريرِ مصيرِه واختيارِ من يحكمه، ومساندتها له في ذلك   وإلى الآن لم تفعلْ (أمريكا) ما يؤكّد هذه المزاعم، بل على العكس، خرجت عن الشرعيّةِ الدوليّةِ التي هي من صنعِ يديها أساسا، وخالفتِ الأم المتحدة التي أنشأتها لتخدم مصالحها، وضربتِ (العراق) رغم معارضةِ العالم، بحجّةِ تحريرِ الشعبِ العراقيِّ الذي وقف يصدّ غزوها بمنتهى الحزم!!   للأسف: لم تحبكْها (أمريكا) هذه المرّة!!
-   أمطرتنا (أمريكا) بالاتهاماتِ بالتخلّفِ والرجعيّةِ والظلمِ والقهر، لأنّنا نعامل نساءنا بما أوجبه علينا ديننا، بل واستطاعوا التلاعب في قوانينِنا في مقابلِ المنحِ والمعوناتِ، ليخربوا مجتمعنا ويفسدوا علينا نساءنا   فأين هي هذه الحريّة المزعومة للمرأةِ الأمريكيّة؟   أنساؤنا اللاتي نموت لنحمي أعراضهنّ ولا تمسّ شعرةٌ منهنّ خيرٌ، أم نساؤهم اللاتي يزجّون بهنّ في الحروبِ ليقعوا في الأسرِ في أيدي أعدائهنّ، مثل تلك الزنجيّةِ البائسة، التي نقل التلفزيون العراقيّ صورتها وهي على وشكِ البكاءِ، وحيدةً في أيدي أعدائها الذين دخلت أرضهم غازيةً، بعيدةً عن وطنِها وأهلِها ـ إن كان لها أهل أساسا ـ لا تعرف مصيرها   أنساؤنا العفيفات خيرٌ أم نساؤهنّ العاهرات الفاجرات، اللاتي لا يحصلن إلا على الإيدزِ والعقمِ والطلاقِ والوحدة؟؟!!   إنّ العنف ضدّ المرأةِ في (أمريكا) ليس له مثيلٌ في التاريخِ كلّه، سواءٌ أكان العنف من زوجِها السكّير، أم من كلِّ حيوانٍ همجيٍّ يعتدي عليها لسرقتِها أو اغتصابِها أو قتلِها   ليس هذا فحسب، بل إنّ هذه المرأة تدفع ثمن المساواةِ فادحا، ويكفي أن أذكر لك قصّة الفيلمِ الأمريكيِّ "مشكلةٌ أسريّة"، الذي أذاعه برنامج "حدث بالفعل"، والذي يحكي قصّة زوجةٍ ناجحةٍ في عملِها، فقد زوجها عمله فجأةً، وفشل في العثورِ على عملٍ غيرِه، فاضطرّ للمكوثِ في المنزلِ والقيامِ بأعمالِ النساء، فصار في نظرِ زوجتِه وطفليه كمّا مهملا لا رأى له، ممّا آذى مشاعر الرجولةِ في أعماقِه، فالتجأ للمحكمة، وحصل على قرارٍ بالطلاقِ وطردِ زوجتِه من المنزل، مع الاحتفاظِ بالطفلينِ وإلزام الزوجةِ بدفع نفقتِهما، على أن يكون هو وصيّا على هذا المال (باختصار: أخذ الحضانة والنفقة!!!!!)   وطبعا سبّب هذا مشاكل مذهلةً وآلاما هائلةً للزوجةِ والطفلين   أيّ مجتمعٍ هذا، وأيّة قوانين هذه، وأيّة حرّيّةٍ لعينة؟!!!
-   تقوم الديمقراطيّة على أنّ الحكم للشعب   إنّ هذه أكذوبةٌ كبرى، لأنّه لا يوجد شعب واحد في العالم كلّه يحكم!!   وليحلّوا لنا هذه المغالطة الساذجة، جعلوا هناك من ينوب عن الشعب في الحكم وجعلوا هناك من ينوب عنه في مراقبة الحكومة!
إذن فنحن ما زلنا نتحدّث عن صفوة تحكم المجتمعات   بينما الشعوب هي كما هي   لم يطرأ عليها إلا اقتناعها بأنّها هي التي تختار من يمثّلها   وهذه أيضا مغالطة كبرى!
ولنأخذ مثلا الولايات المتّحدة الأمريكيّة، التي منذ قيامِها وإلى الآن تتداول السلطة بين حزبينِ اثنينِ كبيرين، لا أمل لأيِّ حزبٍ آخر في أن ينافسهما   إنّ هذا يعني أنّ المتحكّمين في الحزبين هم من يختارون رئيس الولاياتِ المتّحدة، وليس الشعب   وطبعا هؤلاءِ هم رجال المالِ والصناعةِ والنفوذِ والإعلام، ومعظمهم من اليهودِ أو من الموالين لهم، أو ممّن تتّفق مصالحهم معهم   ولا يتوقّف الأمر عند هذا الحدّ، فإنّ الملايين من المواطنين الأمريكيّين، الذين يختارون الرئيس ـ من بين اثنين فقط من المرشّحين ـ يساقون كالقطعان، فهذان المرشّحان مجهولان بالنسبة لهم، ومعلوماتهم عنهما يستمدّونها من وسائلِ الإعلام والحملاتِ الدعائيّة   وطبعا يمكنك أن تتخيّل كيف يمكن التلاعب بالإعلامِ والدعاية!!    ويكفي أن ترى النكتة الكبرى، في ترشيح ممثل أفلام العنف (آرنولد شواريزنيجر) ـ وهي كلّ خبرته!! ـ كحاكم لولاية كاليفورنيا، اعتمادا على شعبيته السينمائيّة وثروته، ودون أيّ مؤهلات فكريّة أو سياسيّة!!!!!!!!!   ولقد فاز!!!    فأيّ ديمقراطيّةٍ لعينةٍ هذه؟!
لو أنّ الديمقراطيّة تعني المساواة بين العالم والجاهل والكبير والصغير والمثقف والعامّيّ في حقّ اختيار مصير البلد، فإنّها بهذا تعني إهدار حقّ الجميع في ضمان اختيار الأنسب، لأنّ هناك دائما من يستطيع خداع الحمقى والدهماء وتوجيههم بالإعلام والمال لاختيار من يريدون   ممثل العنف مثال صارخ على هذا!!
هنا يجب أن نقرّ بحقيقةً هامة: الديمقراطيّة الغربيّة لا تختلف عن الأنظمة الدكتاتوريّة والوراثيّة في شيء، فكما رأيت لا يختار الناس الشخص ـ لأنّهم لا يعرفه وجها لوجه ـ ولكنّهم يختارون المبادئ التي يعلنها والبرامج التي يتبنّاها   هذا إن سلمنا بقدرة الجميع على الاختيار الصحيح أصلا!!
-   بل إنّ أطرف ما في الأمرِ هو أنّ (الولايات المتّحدة) قد صارت تنافس الدول العربيّة في توارثِ الحكم، فـ (بوش) الأب قد صار له (بوش) ابنٌ في الرئاسة، وقريبا سيصير لـ (كلينتون) الزوجِ (هيلاري كلينتون) الزوجة في الرئاسة!!   لقد بدأ توارث السلطةِ في (أمريكا) في إطارٍ من (الديمقراطيّة) واختيارِ الشعوب!!   هذا هو اللعب على أصولِه، والذي يجب أن يتعلّم منه حكّامنا!!!!!!!!!
ولألخّص لك الأمر بهذه الجملة لأحد الكتاب الأمريكيّين:
"إن الدعاية بالنسبة للديمقراطية هي بمثابة العنف بالنسبة للديكتاتورية!!   والنتيجة واحدة في النهاية، فالولايات المتحدة تقوم اليوم بمثل ما قامت به إسبانيا في القرن الثامن عشر، حيث كان أكثر العقول استنارة يبحث عن تبريرات لتعذيب الهنود وقتلهم في العالم الجديد   لقد قرروا وأجمعوا على أن الهنود ليسوا سوى (عبيد طبيعيين) خلقهم الإله لخدمة الفاتحين!!   وفي القرن العشرين الميلادي أعادت الولايات المتحدة إنتاج نفس الخطاب، حيث يقال بأن ما تقوم به واشنطن في الخارج لا يدخل فحسب في "النظام الطبيعي للأشياء" بل هي تقوم "بما هو نافع للبشر

أحببت أن أوضّح هذا لكلّ المتأمركين في بلادنا، الذين كفروا بديننا وآمنوا بـ (أمريكا)، وشكّوا في عدلِ اللهِ ووثقوا بعدلِ (أمريكا)، وسيطروا على ثقافتِنا وأدبنِا وإعلامِنا وتعليمِنا، ليحطّموا عقائدنا، ويمسخوا شخصيّة رجالِنا ونسائنا، ويهدموا مجتمعنا على رءوسِنا   ليتهم يتعقّلون!! (ملحوظة لغويّة: ليت تفيد تمنّى المستحيل!!) 




سقوط الاقنعه الامريكيه,  وسقوط البراليه, الامريكان, الحرب البارده, الخليج, امريكا, تسقط, حرب, حرب الافغان, حرب الخليج, حرب العراق, حروب, روسيا, سقوط,

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

 
أضف معلومة © 2014. جميع الحقوق محفوظة. نقل بدون تصريح ممنوع اتصل بنا
Top